تكميم المعدة
تعتبر واحدة من الإجراءات التي تساعد على إنقاص الوزن والتخلص من السمنة المفرطة، وذلك من خلال استئصال ما يقرب من 70% من حجم المعدة، مما يساعد على تقليل كميات الطعام المتناولة، ومن ثم التخلص من الوزن الزائد بمرور الوقت، ومن خلال اتباع نظام غذائي محدد.
ولكن في الآونة الأخيرة، تساءلت الكثير من السيدات عن العلاقة ما بين تكميم المعدة و الحمل، وهل تؤثر عملية التكميم على صحة الأم والجنين، وهل ستكون بحاجة إلى رعاية طبية خاصة، ذلك في التغيرات التي طرأت على نمط حياتها ونظامها الغذائي؟!
هل عملية التكميم تؤثر على الإنجاب للنساء؟
” واحدة من الأسئلة التي كثيرًا ما تُعرض على الدكتور محمد عبد المنعم أحد أفضل الأطباء المتخصصين في جراحات السمنة المفرطة، وهي من الأسئلة التي تبحث الكثير من السيدات عن إجابة لها، وذلك في ظل تردد الكثير من التكهنات عن الضرر الكبير الذي يلحق بالمتكممة بعد إجراء العملية، ولكن في السطور التالية، يوضح الدكتور عبد المنعم حقائق عن التكميم و الحمل، وما الدور الذي تلعبه العملية في هذا السياق، وذلك على النحو التالي:
1- زيادة الخصوبة
تشير الدراسات والأبحاث العملية إلى أن عمليات إنقاص الوزن – مثل عملية تكميم المعدة – تساعد بشكل كبير في علاج مشاكل الخصوبة عند السيدات، لتبدأن في أيام التبويض بصورة طبيعية، خاصًة وأن نقص التبويض من أبرز المشاكل الشائعة للسيدات المصابات بالسمنة المفرطة
يرجع هذا التحسن إلى الاضطرابات الهرمونية التي تحدث بشكل طبيعي بعد إجراء عملية تكميم المعدة، والتي تساهم في علاج مشاكل الخصوبة ومتلازمة تكيس المبايض،
2- استقرار الوزن
تساعد عملية تكميم المعدة في إنقاص الوزن بصورة كبيرة، والتخلص من الدهون المتراكمة بالجسم، وما يترتب عليها من مشاكل وأمراض مصاحبة، ولكن هذا ليس كافيًا للحمل، فقد أشار الكثير من الأطباء إلى خطورة الحمل بعد إجراء عملية التكميم مباشرًة، نظرًا لعدم استقرار هرمونات الجسم، وحدوث الكثير من الاضطرابات الغذائية، والتي ستؤثر بالسلب على حالة الطفل.
لهذا، ينصح الأطباء دومًا أن تكون الفترة الفاصلة بين إجراء عملية تكميم المعدة و الحمل حوالي 12 شهرًا، والبعض الآخر ينصح أن تستمر هذه الفترة إلى 24 شهرًا، وذلك حتى يستقر وزن المريضة، ويحصل الجسم على العناصر الغذائية التي حُرم منها لفترات طويلة بفعل عملية التكميم.
3- نقص العناصر الغذائية
بعد عملية التكميم، يصعب على الجسم الحصول على الفيتامينات والعناصر الغذائية التي يحتاجها، وذلك نتيجة انخفاض معدل حرق سعرات الطعام الحرارية، وهو ما يؤدي إلى الإصابة ببعض المضاعفات، مثل فقر الدم، وإذا حدث حمل بعد التكميم، فهذا يعرض الطفل إلى إمكانية الإصابة بالكثير من الأمراض، فضلًا عن إمكانية حدوث ولادة مبكرة، وهو ما يؤثر على صحة المريض بالسلب.
لذلك فإن العلاقة بين التكميم و الحمل علاقة تكاملية، بمعنى أنه ينبغي أن تحصل المريضة على العناصر الغذائية التي تحتاج إليها، من فيتامين د وفيتامين ب 12 والحديد والزنك وحمض الفوليك، وذلك لفترة تصل إلى 3 أشهر بعد عملية التكميم، وبعدها يمكن أن يحدث الحمل بطريقة طبيعية وآمنة.
4- علاج الأمراض المصاحبة
إجراء عملية تكميم المعدة و الحمل بعدها بفترة تصل إلى 12 شهرًا يجعل من فترة الحمل التي تمتد إلى 9 أشهر أمرًا أكثر سهولة، نظرًا لقدرة هذا النوع من العمليات على علاج الكثير من الأمراض المصاحبة للسمنة، والتي ستشدد بطبيعة الحال على المريضة أثناء الحمل إذا لم تخضع لهذه العملية، ومن أبرز المشاكل التي يتم التخلص منها:
- عدم القدرة على النوم بشكل طبيعي ومنتظم.
- اضطراب التنفس وعدم انتظام ضربات القلب.
- الإصابة بالتعب والإرهاق بعد القيام بأبسط المهام والأعمال.
5- عدم الحاجة إلى الولادة القيصرية
أشارت الكثير من الدراسات إلى ارتفاع معدل الولادة الطبيعية للنساء الحوامل اللاتي خضعن إلى عملية تكميم المعدة، وذلك مقارنة بعموم النساء الحوامل، وهذا بفضل استقرار الحمل ووزن الأم، الأمر الذي يمنحها القدرة على الولادة بشكل طبيعي وفي الموعد المحدد لها، بدلًا من اللجوء إلى الولادة القيصرية، والتي يترتب عليها الكثير من الآثار السلبية.
الحمل بعد التكميم بسنتين
إجراء عملية تكميم المعدة الحمل بعدها بسنتين يضمن سلامة الجنين قبل وبعد الولادة، نظرًا لاستقرار التغيرات والاضطرابات الهرمونية التي تحدث بالجسم، فضلًا عن زيادة الخصوبة وعلاج مشاكل التبويض التي تعاني من السيدات ذات الوزن الزائد، وبالتالي تعتبر عملية التكميم خيارًا جيدًا بالنسبة للسيدات اللاتي يرغبن في الحمل والولادة.
هل يزيد الوزن في الحمل بعد التكميم؟
“هل يزيد الوزن في الحمل بعد التكميم؟” يجيب الدكتور محمد عبد المنعم على هذا السؤال بنعم، تحدث زيادة في الوزن بعد إجراء عملية التكميم أثناء الحمل، ولكن هذه الزيادة طبيعية للغاية، ولا تقارن بوزن الحامل قبل إجراء العملية، فهذا يحدث نتيجة نمو الجنين المستمر في المشيمة، وخلال هذه الفترة، تحدث الكثير من التغيرات الهرمونية في الجسم، وهو ما يؤدي إلى زيادة الوزن.
تجربتي مع الحمل بعد التكميم
في إطار عرض الكثير من التجارب المختلفة للحوامل بعد إجراء عملية تكميم المعدة تحت إشراف الدكتور محمد عبد المنعم، نستعرض واحدة من هذه التجارب، والتي استعانت بخبرات أحد أفضل الكوادر الطبية في هذا المجال، وتروي المريض تجربتها قائلة:
“كنت أعاني من زيادة كبيرة بالوزن، والتي وصلت إلى 145 كيلوجرام، وانتظرت الحمل شهورًا طويلة ولكن لم يحدث، ومن هنا ارتبطت لديّ فكرة تكميم المعدة و الحمل، وبدأت البحث عن العلاقة التي تربط إمكانية التخلص من الوزن الزائد بحدوث الحمل”.
وأكملت قائلة: “بالفعل توجهت إلى الدكتور محمد عبد المنعم، والذي أكد لي أن فرص الحمل تتزايد بالحصول على وزن مثالي، وبالفعل قام بإتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إجراء العملية، ونصحني بالانتظار لمدة سنة كاملة؛ للحصول على حمل طبيعي وصحي، وبعد هذه المدة حملت، وتمت الولادة بشكل طبيعيًا، وهو ما جنّبني آثار الولادة القيصرية الجانبية المزعجة.
تلخيصًا لما سبق، يمكن القول أن تكميم المعدة و الحمل لا يؤثران على بعضهما البعض بشكل سلبي، كذلك لا يشكل الحمل أي خطورة على النساء اللاتي خضعن إلى عملية تكميم المعدة، ولكن يشترط على الأقل الانتظار لمدة عام كامل، إلى أن تستقر حالة الجسم؛ منعًا لحدوث أي مضاعفات خطيرة قد تؤثر على صحة الأم أو الجنين.