تعتبر السمنة عند الاطفال من أخطر المشاكل الصحية التي تواجه مجتمعاتنا اليوم، حيث لم تعد مجرد زيادة في الوزن، بل هي حالة طبية معقدة تؤثر على صحة الطفل الجسدية والنفسية على المدى القصير والبعيد. إن فهم أبعاد هذه المشكلة هو الخطوة الأولى نحو حماية أطفالنا وتأمين مستقبل صحي لهم.

في هذا المقال، نقدم لكم دليلاً شاملاً حول السمنة عند الاطفال، بدءًا من أسبابها ومخاطرها، وصولًا إلى أحدث طرق التشخيص والعلاج.

أسباب السمنة عند الاطفال

تتعدد العوامل التي تساهم في زيادة الوزن لدى الاطفال، وهي غالبًا ما تكون مزيجًا من العوامل الوراثية والبيئية. من أبرز هذه الأسباب:

• النظام الغذائي غير الصحي: يلعب تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، مثل الوجبات السريعة والمشروبات السكرية والحلويات، دورًا رئيسيًا في زيادة الوزن. غالبًا ما تفتقر هذه الأطعمة إلى العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الطفل للنمو.
• قلة النشاط البدني: أدى التطور التكنولوجي إلى قضاء الاطفال ساعات طويلة أمام الشاشات (التلفاز، الأجهزة اللوحية، وألعاب الفيديو)، مما قلل من وقت اللعب والنشاط الحركي الضروري لحرق السعرات الحرارية.
• العوامل الوراثية: قد يكون للعامل الوراثي دور في قابلية الطفل لزيادة الوزن، فإذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من السمنة، تزداد احتمالية إصابة الطفل بها.
• العوامل النفسية: يمكن أن يلجأ بعض الاطفال إلى الإفراط في تناول الطعام كوسيلة للتعامل مع التوتر أو المشاكل العاطفية مثل القلق أو الاكتئاب.
• عوامل بيئية واجتماعية: البيئة المحيطة بالطفل، بما في ذلك المدرسة والمنزل، تؤثر على عاداته الغذائية. عدم توفر الأطعمة الصحية أو التشجيع على تناول كميات كبيرة من الطعام يساهم في تفاقم المشكلة.

 

أضرار السمنة عند الاطفال

 

لا تقتصر أضرار السمنة عند الاطفال على المظهر الخارجي، بل تمتد لتشمل مضاعفات صحية خطيرة قد ترافقه مدى الحياة. تنقسم هذه الأضرار إلى جسدية ونفسية:

الأضرار الجسدية:

• مرض السكري من النوع الثاني: كانت هذه الحالة تقتصر على البالغين، ولكنها أصبحت شائعة بشكل متزايد بين الاطفال الذين يعانون من السمنة.
• أمراض القلب والأوعية الدموية: تزيد السمنة من خطر ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار، مما يمهد الطريق لمشاكل قلبية في المستقبل.
• مشاكل في التنفس: الربو وانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم هما من المضاعفات الشائعة، حيث يؤثر الوزن الزائد على وظائف الجهاز التنفسي.
• مشاكل في المفاصل والعظام: يؤدي الوزن الزائد إلى زيادة الضغط على المفاصل، خاصة الركبتين والوركين، مما يسبب آلامًا ومشاكل في الهيكل العظمي.
• مرض الكبد الدهني غير الكحولي: تراكم الدهون في الكبد يمكن أن يؤدي إلى التهاب وتليف الكبد.

الأضرار النفسية والاجتماعية:

• انخفاض الثقة بالنفس: غالبًا ما يعاني الاطفال البدينون من نظرة سلبية تجاه أجسادهم.
• التنمر والعزلة الاجتماعية: قد يتعرض الطفل للسخرية من أقرانه، مما يؤدي إلى شعوره بالوحدة والانعزال.
• الاكتئاب والقلق: الضغوط النفسية الناتجة عن السمنة والتنمر قد تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق.

 

تحاليل السمنة للأطفال

 

لتشخيص السمنة عند الاطفال وتقييم المخاطر الصحية المرتبطة بها، يقوم الطبيب بإجراء مجموعة من الفحوصات والتحاليل، منها:

• مؤشر كتلة الجسم (BMI): هو المقياس الأساسي لتحديد ما إذا كان وزن الطفل مناسبًا لطوله وعمره.
• تحاليل الدم:
  • فحص مستوى السكر في الدم: للكشف عن مقاومة الأنسولين أو مرض السكري.
  • فحص مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية: لتقييم خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • فحص وظائف الكبد: للتأكد من عدم وجود دهون على الكبد.
• تحاليل الهرمونات: في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب فحص هرمونات الغدة الدرقية أو هرمون الكورتيزول لاستبعاد أي أسباب هرمونية للسمنة.

 

السمنة عند الاطفال وعلاجها

 

يعتمد علاج السمنة عند الاطفال على نهج متكامل يشارك فيه الأهل والطفل والطبيب وأخصائي التغذية. الهدف ليس فقط إنقاص الوزن، بل تغيير نمط الحياة بشكل دائم.

• تغيير النظام الغذائي: يجب أن يكون التغيير تدريجيًا ومستدامًا. يتضمن ذلك:
  • زيادة تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
  • اختيار مصادر البروتين الصحية مثل الدجاج والسمك والبقوليات.
  • الحد من الأطعمة المصنعة والسكريات والدهون المشبعة.
  • شرب كميات كافية من الماء بدلًا من المشروبات الغازية والعصائر المحلاة.
• زيادة النشاط البدني: يجب تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة لمدة 60 دقيقة على الأقل يوميًا. يمكن أن تكون هذه الأنشطة متنوعة وممتعة مثل الجري، السباحة، ركوب الدراجات، أو الألعاب الجماعية.
• تعديل السلوك:
  • تناول الوجبات بانتظام وفي أوقات محددة.
  • تجنب الأكل أمام التلفاز.
  • تعليم الطفل كيفية التعرف على إشارات الجوع والشبع.
• العلاج الدوائي والجراحي: لا يتم اللجوء إلى هذه الخيارات إلا في حالات السمنة المفرطة الشديدة لدى المراهقين والتي لم تستجب للطرق التقليدية، وتكون تحت إشراف طبي دقيق.

 

علاج السمنة عند الاطفال الرضع

 

تبدأ الوقاية من السمنة عند الاطفال منذ مرحلة الرضاعة. إليك بعض النصائح:

• الرضاعة الطبيعية: تعتبر الرضاعة الطبيعية من أفضل الطرق لحماية الرضيع من السمنة في المستقبل.
• عدم الإفراط في التغذية: يجب على الأم الاستجابة لإشارات الشبع لدى الرضيع وعدم إجباره على إكمال زجاجة الحليب.
• تأخير إدخال الأطعمة الصلبة: يوصى بالبدء في تقديم الأطعمة الصلبة بعد عمر 6 أشهر.
• تشجيع الحركة: حتى للرضع، يمكن تشجيع الحركة من خلال “وقت البطن” (Tummy Time) والألعاب التي تتطلب حركة.

 

علاج السمنة عند الاطفال بالأعشاب

 

يلجأ البعض إلى استخدام الأعشاب كعامل مساعد في رحلة إنقاص الوزن. من المهم جدًا التأكيد على أن استخدام الأعشاب يجب أن يكون مكملًا للنظام الغذائي الصحي والرياضة، وبعد استشارة الطبيب، خاصة للأطفال. من هذه الأعشاب:

• الشاي الأخضر: يُعتقد أنه يساعد في زيادة معدل الأيض، ولكن يجب استخدامه بحذر وبكميات معتدلة جدًا للأطفال الأكبر سنًا.
• الزنجبيل: يساعد في تحسين الهضم وقد يساهم في الشعور بالشبع.
• القرفة: قد تساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم.

ملاحظة هامة: لا توجد أدلة علمية كافية تدعم فعالية وأمان استخدام الأعشاب لعلاج السمنة عند الاطفال بشكل قاطع. الأولوية دائمًا هي الطرق الطبيعية والآمنة المتمثلة في الغذاء الصحي والحركة.

في الختام، إن مواجهة السمنة عند الاطفال هي مسؤولية مشتركة تتطلب وعيًا وصبرًا وتعاونًا بين الأهل والمجتمع. من خلال توفير بيئة صحية وداعمة، يمكننا مساعدة أطفالنا على التغلب على هذه المشكلة والتمتع بحياة صحية وسعيدة

 ويمكنك التواصل معنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك، وللحجز و مزيد من المعلومات عن جراحات السمنة اتصل علي: 01021616886، 01066643437